صرّحت كلارا قائلة: “النساء البروليتاريات يقاتلن يداً بيد مع رجال طبقتهن ضد المجتمع الرأسمالي”.
بعدما إقترحت فكرتها قبل 110 عام، أصبحت رؤية كلارا قوة عالمية سنوية: مطالبة الماركسيين الألمان بيوم عالمي للنساء العاملات تحوّل إلى واقع في كل سنة منذ عام 1911.
بالتأكيد، مسألة المرأة في النضال الشيوعي كانت ملحّة جداً بالنسبة لكلارا، فهي قامت بالتنظير بعمق مع قائد الثورة البلشفية فلاديمير لينين في كل ما يتعلق بالمرأة من الزواج إلى تنظيم النساء في الحراكات الشيوعية.
خلال خطابها في الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني عام 1896 والذي كان عنوانه “فقط عندما يتم إقتران النساء البروليتاريات ستنتصر الإشتراكية” قالت كلارا أن “النساء البروليتاريات يقاتلن يداً بيد مع رجال طبقتهن ضد المجتمع الرأسمالي”.
ولدت كلارا في اليوم الخامس من شهر تموز عام 1857 في مدينة ساكسون الألمانية لأب معلّم وأم من الطبقة الثرية، أصبحت بارزة من خلال عملها مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني.
دراستها في معهد تدريبي أسسته النسوية الألمانية اوغست شميد هو ما جعلها نسوية؛ ومع إختلاطها بالثوريين الروس المنفيين ورحلتها إلى روسيا وهي بعمر الـ21 أصبحت شيوعية.
أحد الثوريين الذين قابلتهم كلارا كان أوسيب زيتكين، زوجها الذي أنجبت معه طفلان. عندما قدّم المستشار الألماني اوتو بسمارك قانون ضد الإشتراكيين تم إجبار أوسيب على الهروب من ألمانيا ولم تراه إلا عندما ذهبت لتعيش في باريس.
بعد وفاته في عام 1889، كثّفت كلارا جهودها في عملها مع الأممية الإشتراكية، منظمة تأسست من مجموعة أحزاب يسارية وعمالية حيث قامت كلارا بمطالبات لوقف إضطهاد النساء كما أنها تحدثت بحزم ضد النسوية البرجوازية.
حذّرت كلارا: “النساء البروليتاريات ينتهي بهم المطاف وهم في المعسكر البروليتاري، بينما النساء البرجوازيات ينتهي بهم المطاف في نفس طبقتهن أيضاً. يجب أن لا نقبل بالخداع الذي يأتي من الأنماط الإشتراكية التي تدّعيها الحراكات النسوية البرجوازية التي تدوم فقط طالما يشعرون النساء البرجوازيات أنهن مضطهدات”.
بعد ذلك أعادها عملها مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني إلى برلين، حيث قامت بالعمل في صحيفة الحزب التي تخص قضية المرأة، صحيفة “Die Gleichheit” أو “المساواة”، لمدة 25 عام.
خلال عملها مع صديقتها المقرّبة روزا لوكسمبورغ، ساعدت كلارا في تنظيم أول مؤتمر إشتراكي أممي للمرأة عام 1907.
في ثاني مؤتمر في كوبنهاغن عام 1907، طالبت زيتكين بيوم عالمي للمرأة العاملة.
بعدما أيد الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني الحكومة الألمانية بالحرب، إنضمت كلارا إلى الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني المستقل (حزب منشق)، حيث حصل انشقاق في الحزب المنشق وتم تأسيس الحزب الشيوعي الألماني. مثّلت كلارا الحزب الشيوعي الألماني في الرايخستاغ الألماني خلال فترة جمهورية فايمار من عام 1920 إلى 1933.
طلبت من العمال الألمان في أول خطاب لها بعد إنتخابها أن يتضامنوا مع الإتحاد السوفيتي، الذي كان يبني الإشتراكية في أكبر الصعوبات.
استجاب العمال والنقابات العمالية لمطلبها وتم تنظيم إضراب عام ضد التدخل الإمبريالي في الإتحاد السوفيتي.
عندما توفيت في اليوم العشرين من عام 1933 وهي في المنفى في ارخانغيلسكوي بالقرب من موسكو، تم دفنها بجانب حائط الكرملين وإعطائها كل التكريمات السياسية.
ولكن لم يتم الإعتراف بها في بلدها ألمانيا حتى هزيمة النازيين من قِبل الجيش الأحمر السوفيتي.
في عام 1954، بدأت جمهورية ألمانيا الديمقراطية (ألمانيا الشرقية) بتقديم “ميدالية كلارا زيتكين” لتكريم المدافعين عن حقوق المرأة.