وفقًا لنشرة Nextgov، وقعت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية عقدًا “طال انتظاره” لانشاء ما يسمى Commercial Cloud Enterprise (C2E) (مؤسسة السحابة التجارية) مع خمس شركات تكنولوجية Amazon Web Services و Microsoft و Google و Oracle وIBM.
بموجب شروط عقد C2E ، ستتنافس الشركات المذكورة فيما بينها لتلبية حجوزات محددة ستضعها وكالة المخابرات المركزية لتلبية احتياجاتها وكذلك احتياجات 16 جهازا من أجهزة المخابرات والاستخبارات الامريكية الأخرى. لم تقم وكالة المخابرات المركزية باعلام Nextgov بالقيمة المتوقعة للعقد، لكن الوثائق المتعلقة بالمشتريات الصادرة عن الـ سي آي أيه في عام 2019 أشارت إلى أن القيمة ستصل خلال الخمسة عشر عاما القادمة إلى “عشرات المليارات” من الدولارات.
في مقابلة مع Nextgov ، لم تخف المتحدثة باسم وكالة المخابرات المركزية نيكول دي هاي فرحتها بأنه بات في مقدور “الأشباح” الأمريكيون “استخدام تقنيات السحابة المتقدمة نتيجة لهذه الشراكة المتميزة”.
أطلق بعض المراقبين على مشروع “مؤسسة السحابة التجارية” الذي تم التفاوض عليه بين وكالة المخابرات المركزية و Amazon Web Services (AWS) في عام 2013 ، “حقنة من الأدرينالين في صدر مجتمع الاستخبارات”. كما تمت الإشارة في ذلك الوقت الى أن هذه “المؤسسة” “ستفتح عصرا جديدا من التعاون والتنسيق يسمح لأجهزة المخابرات بتبادل المعلومات والخدمات وتجنب تكرار حدوث الفجوات في مجال المعلومات الاستخباراتية، كما حصل في الفترة التي سبقت هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية”.
وفي سياق ذلك، ليس من الضروري أن تكون جاسوسًا خارقًا أو معماريًا عبقريا لفهم أن اصطدام طائرتين بناطحتي سحاب وانهيار ثلاث ناطحات سحاب – تمامًا كما حدث منذ فترة طويلة في “هدم المباني بطريقة الهدم المتحكم به” لا يعني البتة ان جذر مشاكل مجتمع الاستخبارات الأمريكية كامن في “السحابة”. اذن يتوجب على “الأشباح” الأمريكيين يبحثوا عن مدبري ومنظمي ومرتكبي أعمال 11 سبتمبر الإرهابي في الدائرة المحيطة بهم.
في هذه المرة، قررت وكالة المخابرات المركزية أن يتضمن العقد إشارات مباشرة للعديد من مزودي الخدمات السحابية تتيح لهم المنافسة على تلبية حجوزات محددة على مستويات مختلفة من السرية، بما فيها الحجوزات الموسومة بـ سري للغاية. والحديث هنا يدور عن “عقد C2E ” الذي يجري ابرامه على مراحل متعددة، وفي مواعيد وكميات غير محددة”. وبفضل ذلك تتوقع وكالة المخابرات المركزية الوصول إلى الخدمات السحابية، بما في ذلك “البنية التحتية، والمنصات والبرامج باعتبارها خدمات، وأيضا خدمات احترافية. “
وإذا ما كان في عام 2013 مؤسسة واحدة تعمل لصالح وكالة التجسس الأمريكية هي AWS “ابنة” أمازون التي كان مؤسسها هو في نفس الوقت مالك “منارة الديمقراطية الأمريكية” – صحيفة الواشنطن بوست، ( الامر الذي لا يبقى معه أي مجال للتساؤل حول مصادر هذه الاخبار المثيرة ؟) فقد تم حاليا تجنيد أربع شركات أخرى لها عمليات في جميع أنحاء العالم للعمل لصالح أجهزة التجسس الأمريكي على نطاق عالمي.
إن AWS و Google و Microsoft و Oracle و IBM يعربون عن تقديرهم وامتنانهم لوكالات التجسس الأمريكية وعن تعهدهم بالعمل معها على “إنشاء حلول مبتكرة لجميع مستويات السرية التي تضمن كفاءة عالية في أداء الوظائف وتنفيذ المهام المطلوبة( أي عمليات التجسس التخريبية. فمؤسسة “AWS ” تعمل بصورة اسرع وأكثر امانا، كشريك متكامل في دعم مهمة مشتركة مع الحكومة، أما “(Microsoft فتوفر لمجتمع الاستخبارات الأمريكية مرونة السحابة الهجينة، أما IBM فتتنفذ وظائف الأمان المتقدمة لدعم المهام الحرجة.
IBM “إن مكانتنا كشركة تجارية عالمية رائدة في مجال السحابة الهجينة المفتوحة قد شحذ خبرتنا لمساعدة عملائنا على الانتقال بسلاسة إلى نظام بيئي متعدد السحب بما يتماشى مع معايير أمان السحابة. نتطلع إلى استخدام معرفتنا لخدمة مجتمع الاستخبارات وشركائه الرئيسيين في مجال الأمن القومي “.
اما تجمع Oracle فيتعهد بمواصلة توسيع دعمه لمجتمع الاستخبارات الأمريكية كمزود موثوق به لخدمة سحابية مؤسسية لمجتمع الاستخبارات الأمريكي. “
Google تشير باعتزازها بتعيينها كمورد لعقد Commercial Cloud Enterprise تستند هذه الجائزة إلى التطوير الفيدرالي الأخير لـ Google Cloud مع وزارة الطاقة الأمريكية المسؤولة عن تخزين الأسلحة النووية وصيانتها .
فبعد كل هذه المعلومات، ألا يتوجب على كل من ينشد الحفظ على المصالح الوطنية والحيلولة دون اتاحة الفرصة للشركات التكنولوجية المذكورة والمتخصصة في تكنولوجيا المعلومات للوصول الى المعلمات السرية العمل على تحقيق الاستقلالية الرقمية، ومتى سيتسنى لنا ضمان هذه الاستقلالية بعيدا عن تحكم وهيمنة هذه الشركات العملاقة ذات الإمكانات والقدرات الهائلة.