توقف عن الخفقان قلب المحامية التركية التقدمية التي كانت معتقلة في السجون التركية منذ عام 2017، بعد إضراب عن الطعام استمر 238 يوماً.
وكانت المحامية التركية قد اعتقلت بصحبة زميل لها ايتاك أونسال بتهمة الانتماء الى حزب جبهة التحرير الشعبي الثوري المحظور، وحكم عليها عام 2019 بالسجن فترة 13 عاماً وستة أشهر.
وقد أعلن المناضلان التركيان اضرابهما عن الطعام، حتى لو أفضى لموتهما، لدعم مطلبهما بمحاكمة عادلة وتطبيق العدالة في تركيا.
ووفقاً لمنظمات حقوقية وديمقراطية تركية فإن النهاية المأساوية للمحامية التركية التقدمية تختزل حجم القمع الذي تمارسه الأجهزة الأمنية التركية بحق معارضي الرئيس التركي، ومناخ الترهيب الذي يسود تركيا بعد التعديلات الدستورية التي منحت الرئيس صلاحيات تنفيذية واسعة لتكثيف ممارسات القمع ضد منتقديه.
تيمتك بإضرابها لم تكن تنوي الانتحار ولم تكن ترغب في الموت، لكنها سعت للفت الأنظار الى عدالة القضية التي تدافع عنها، ولإظهار مدى غياب النزاهة والاستقلالية عن المحاكمة التي جرت لها ولزميلها. وطالما شدد المحامون على إن إدانة تيمتك وأونسال “لم تستند الى أدلة” وقد تم الاعتماد على أدلة مزورة وغير مقبولة.
كما أن المحكمة رفضت طلبات جمعية المحامين التقدميين للتحقق من الملفات الاصلية المستخدمة كدليل في القضية المرفوعة ضد 18 محامياً، كما رفض طلب الدفاع بالحصول على نسخة من الأدلة وجعل الخبراء يقيمون اصالة الملفات.
إن وفاة المناضلة ابرو تيمتك تقع بالكامل على عاتق السلطات التركية التي تجاهلتها تماماً ولم تبد أي اهتمام بمصيرها “الأمر الذي يستوجب أشد عبارات الإدانة”.
هذا وقد شهدت جنازة المحامية المناضلة مضايقات متعمدة من جانب السلطات الرسمية، حيث اطلقت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع على مشيعين كانوا منتظرين أمام معهد الطب الشرعي بإسطنبول، وتم اعتقال أربعة منهم. كما منعت الشرطة نقل الجثمان الى مقر نقابة المحامين، حيث كان من المقرر عقد مؤتمر صحفي.
كما حالت الشرطة دون دخول جميع المشيعين الى المسجد، وحصرت الحضور في أفراد العائلة والمحامين، ولم تسمح لأقارب المناضلة التقدمية بحمل الجثمان وتولت هي بنفسها نقله على عربة مصفحة. وعندما احتج المشيعون على هذا التصرف جرى استخدام العنف ضدهم.
واعتبر رئيس نقابة المحامين في إسطنبول في رسالته الى المجتمعين أمام مقر نقابة المحامين في اسطنبول “صدر قرار جائر لإبرو تيمتك وزملائها الآخرين، عدم القدرة على الدفاع عن النضال من أجل الحقوق أسوأ من الموت”.
وأضاف في رسالته: “يجب أن يعلم الجميع أنه كان من الممكن منع هذه الوفاة”.
بدورها، قالت الرئيسة المشاركة لمنظمة “محامون من أجل الحرية” عائشة أسينيكلي خلال التجمع: “من العار ألا يعلق أي من المسؤولين الحكوميين، بما في ذلك وزير العدل عبد الحميد غل، على وفاة تيمتك”.
أما زميلها المعتقل والمضرب هو الاخر عن الطعام فقد أرسل رسالة من المشفى إلى تيمتك، قال فيها “صديقتي العزيزة، زميلتي، لقد قتلوك بشكل صارخ، لكنك ولدت في قلوب الناس، هل هناك محام آخر في هذا العالم ضحى بحياته من أجل العدالة، سوف نطالب بحقوقنا، سوف نحاسبهم من أجلك”.
على صعيد متصل، أمرت المحكمة العليا في تركيا بالإفراج عن محام مسجون مضرب عن الطعام، بعد أسبوع على وفاة زميلته المناضلة تيمتك بعد 238 يوما على بدئها إضرابا مماثلا.
وقالت المحكمة العليا في حكمها أن المحامي أيتاك أونسال يجب أن “يتم الإفراج عنه فورا” نظرا “إلى الخطر الذي يمثله بقاؤه في السجن على حياته”.
ويواصل أونسال (32 عاما) اضرابه عن الطعام منذ 213 يوما للمطالبة بمحاكمة عادلة. وقد حكم عليه العام الماضي بالسجن عشر سنوات بعد إدانته “بالانتماء إلى منظمة إرهابية”.
وأونسال عضو في نقابة المحامين المعاصرين المتخصصة في الدفاع عن متهمين في قضايا سياسية حساسة. وتتهم السلطات التركية هذه الجمعية بالارتباط بالمنظمة الماركسية اللينينية المتشددة “جبهة حزب التحرير الشعبي الثوري” التي نفذت اعتداءات وتعتبرها أنقرة وحلفاؤها الغربيون “إرهابية”.