تزداد الأوضاع الاقتصادية قسوة على الشعب الأردني في ظل توسع بؤر الفقر والعوز الاقتصادي وانتشار البطالة وتضاؤل الأمل في إيجاد فرص عمل توفر عيشاً كريماً للمواطن الأردني، وانتشار الفساد.
وكشف استفتاء أجراه مركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الأردنية، نهاية العام المنصرم، أن 45 % من المواطنين الأردنيين يراودهم حلم الهجرة الى خارج الأردن بحثاً عن فرص عيش أفضل، وأشارت تقارير دولية أن ظاهرة الفقر في الأردن قد توسعت خلال وباء كورونا، حيث أكد استطلاع أجرته منظمات دولية أن 78 % من الأسر الأردنية المستطلعة آراؤها كشفت ان مدخراتها المالية لا تكفيها لمدة أسبوعين في ظل حظر التجول وأوامر الدفاع وفقاً لاستطلاع أجرته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وبرنامج التغذية العالمي (الفاو).
وقدر البنك الدولي عدد المغتربين الأردنيين في عام 2013 بحوالي 782 ألف شخص موزعين على 76 دولة، وقد ازدادت نسبة الأردنيين المهاجرين للخارج في أعقاب نكسة اقتصادية أعقبت مرحلة انتعاش تمثلت بقيام نهضة صناعية في الثمانينات تمثلت في انشاء مصانع وطنية، كمصنع الزجاج الأردني وتطوير مصنع البوتاس، وغيرها، الا أن استشراء الفساد وبرامج التصحيح الاقتصادي التي فرضها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي على الأردن والتي أدت الى تقلص حجم القطاع الحكومي وبيع استثمارات الدولة لصالح القطاع الخاص المحلي، والاجنبي وفق اتفاقيات خاصة، مما أدت الى ارتفاع الأسعار، إضافة الى الضرائب المتلاحقة التي تفرضها الدولة على المواطنين مما نجم عنه توسع بؤر الفقر، وضعف القدرات الشرائية للمواطنين، ودفعهم للهجرة الى الخارج.
وقد تم إحلال العمالة الوافدة في مكان العمالة الوطنية، وفاقم الوضع صعوبة موجات النزوح المتواصلة على الأردن، حيث بلغت نسبة المهاجرين الى الأردن وفق مركز بيو في العام 2014 حوالي 41 % من نسبة السكان، وأشارت تقارير حديثة الى أن المهاجرين الأردنيين الى خارج وطنهم بات اليوم يتراوح بين 786 ألف مغترب أردني – مليون مغترب، من أكثر من (70) دولة، منهم 79.5 % في دول الخليج العربي و11% في أمريكا وكندا و3.4 % في أوروبا و3 % في دول أخرى.
وأكد الاستطلاع الذي اجراه مركز الدراسات الاستراتيجية من الجامعة الأردنية، ان الأردن بنسبة 45 % من الحالمين بالهجرة، يحتل المرتبة الثانية بين الدول العربية في الرغبة بها بعد السودان الذي بلغت نسبة الحالمين بالهجرة منه 50 %.