استنكر عدد كبير من المثقفين الاماراتيين والعرب اتفاقية التطبيع الإماراتية – الإسرائيلية، ونظم ناشطون إماراتيون حملة الكترونية ترفض الاتفاق بعنوان “اماراتيون ضد التطبيع” واصفين أول رحلة جوية لطائرة “العال” بين البلدين بـ “يوم النكبة” فيما نشر ناشطون عرب تعليقاً على خبر تلك الرحلة وسما “التطبيع خيانة”، وانتقد المثقفون العرب والاماراتيون فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر اطفالاً اماراتيين يلوحون بالعلمين الاماراتي والإسرائيلي، واعتبر الكاتب الاماراتي حمد الشامسي الرحلة بـ “بداية عهد النكبة” متحدثاً عن اسم الطائرة، الذي يمثل محاولة لمسح اسم قرية الفالوجة الفلسطينية باستبدالها بـ “كريات غات”، ووصف أحمد الشيبة النعيمي وصول الطائرة الصهيونية الى الامارات بـ “خيانة لدستور وشعب الامارات” ودشن النشطاء الإماراتيون رابطة لمقاومة التطبيع باعتباره مخالفاً للدستور الاماراتي. وخروجاً عن الاجماع العربي، حيث أصدر المشاركون بياناً تأسيسياً للرابطة. اعتبر التطبيع تجاهلاً لتاريخ الشعب الاماراتي المشرف في مناصرة الشعب الفلسطيني، مؤكدين أن مسار دولة الامارات “شهد انحرافاً قومياً واسلامياً تمثل بالإعلان عما يسمى اتفاقية السلام” وإنها “أضفت الشرعية للصهاينة في احتلالهم لأرض فلسطين”.
ونددت نقابات واتحادات وجمعيات صحفية عربية جميع اشكال التطبيع مع الاحتلال الصهيوني في ظل ممارساته العنصرية واحتلاله للأراضي الفلسطينية، مؤكدين على وقوفهم الى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ونضاله من أجل نبل حقوقه المشروعة، ووقع على البيان كل من النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، النقابة الوطنية للصحافة المغربية، نقابة الصحفيين الأردنيين، الاتحاد العام للصحفيين السودانيين، اتحاد الصـــحفيين في الجمهورية العربية السورية، رابطة الصــحفيين الموريتانيين، نقابة الصحفيين الفلسطينيين، نقابة محرري الصحافة اللبنانية، ونقابة الصحفيين في جيبوتي.
وطالبت النقابات والاتحادات الموقعة الاتحاد العام للصحفيين العرب باتخاذ قرارات جذرية ضد كل تنظيم مهني عربي أو صحفي أو مسؤول نقابي يشارك في التطبيع، ودعته الى التمسك بالنظام الأساسي للاتحاد الذي يجرم التطبيع مع دولة الاحتلال.
كما شارك عشرون كاتباً وناقداً من الفائزين بالجائزة العالمية للرواية العربية ورؤساء وأعضاء لجان تحكيم ومجلس أمناء سابقون في الحملة المنددة باتفاقية التطبيع الإماراتية – الإسرائيلية، بإصدار نداء مشترك في 27 أغسطس الماضي لإيقاف التمويل الاماراتي للجائزة وقع عليه كل من إبراهيم نصر الله الفائز بالجائزة عام 2018، وربعي المدهون الفائز بالجائزة عام 2016، ومريد البرغوثي رئيس لجنة التحكيم لعام 2015، وكذلك الروائيين إلياس خوري من لبنان وفواز حداد من سوريا وهدى النعيمي من قطر. والشاعر والروائي المغربي محمد الأشعري الفائز بالجائزة الأولى 2011، والشاعر والناقد المغربي محمد بنيس عضو لجنة تحكيم، والكاتب الفلسطيني محمود شقير فائز بجائزة القصة القصيرة، والناقدة والروائية القطرية هدى النعيمي عضو لجنة تحكيم، والكاتب والروائي الفلسطيني يحيى يخلف فائز بالقائمة القصيرة.
واعتبر الموقعون أن إيقاف التمويل الاماراتي يأتي حفاظاً على استقلالية الجائزة ومصداقيتها، ووصف الصحفي والناقد اللبناني بيار أبي مصعب، وهو من الموقعين على النداء، أن النداء يحمل موقفاً اخلاقياً وبعداً مهنياً.
كما وقع على النداء ايضاً الكاتب الفلسطيني محمود شقير الفائز بالجائزة في مجال القصة القصيرة.
وفي إطار حملة الشجب والتعبير عن استنكار تلك الاتفاقية أعلن عشرون من كبار الكتاب والادباء والمثقفين العرب انسحابهم من أنشطة وجوائز ثقافية تنظمها الامارات، تعبيراً عن دعمهم للشعب الفلسطيني، من بينهم المصور محمد بدارنة المقيم في برلين الذي نشر تعليقاً في صحيفة “حملة المقاطعة” تضمن “انطلاقاً من ايماني بأن الفن ما لم يكن مشتبكاً بالقضايا الإنسانية والعدالة فلا قيمة له”.
كما أعلن الشاعر الفلسطيني أحمد أبو سليم سحب ترشيح روايته “بروميثانا” للجائزة العالمية للرواية العربية (أي باف) التي تنظم بدعم من دائرة وسياحة أبو ظبي.
وأكد الكاتب والأكاديمي الفلسطيني خالد الحروب رفضه ترؤس لجنة تحكيم تلك الجائزة لهذا العام.
كما انسحب الشاعر المغربي محمد بنيس من جائزة الشيخ زايد للكتاب، تعبيراً عن استنكاره لاتفاقية التطبيع.
كما أعلنت الكاتبة الإماراتية ظبية خميس وصول الطائرة الصهيونية الى الامارات بأنه “يوم حزين وكارثي”.
ورحبت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل (بي دي اس) بمقاطعة المثقفين العرب للنشاطات الثقافية الإماراتية ووصفها بـ “استجابة طبيعية”.
واعتبر عمر البرغوثي أحد مؤسسي لجنة المقاطعة الانسحابات بأنها “تبشر بأن هذا التحالف لم يلق الا النبذ والتخويث من غالبية الشعوب العربية، ومن ضمنها شعوب دول الخليج.
كما دعا مثقفون من الحاصلين على جائزة الرواية العربية / البوكر بتحويل الجائزة الى جائزة شعبية ممولة من المثقفين ولها صندوق خاص.
وبادر الكاتب الفلسطيني المبدع محمود شقير بالدعوة الى إعادة القيمة المالية للجائزة الى الامارات تعبيراً عن الاستنكار والشجب لاتفاقية التطبيع الإماراتية – الإسرائيلية، التي تتناقض مع المصالح الوطنية للشعب الفلسطيني، وتنشر عن ممارسات الاحتلال.
وأعربت الكاتبة الصحفية الفلسطينية لميس اندوني عن رفضها لهذه الاتفاقية التي تخدم المشروع الصهيوني اقتصادياً، وسياسياً، وتنسجم مع الاستراتيجية الأميركية التي تسعى لعزل الشعب الفلسطيني عن محيطه العربي لفرض الاستسلام عليه.
ووصف أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح حسن أيوب التطبيع الاماراتي بـ “الانزياح الاستراتيجي” لواقع سياسي يعود لعام 2003 واحتلال العراق، والذي مثل “ذروة تفكك النظام العربي الرسمي”.
واعتبر علي البغدادي ان الاتفاق جاء لاعتبارات أمريكية – إسرائيلية، فهو لتمكين نتنياهو سياسياً، وخروج إسرائيل من العزلة عبر عراب هو الامارات.
من جهة أخرى نظمت الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب ندوة بحضور “43” من المنظمات السياسية والحقوقية والثقافية والاجتماعية والإعلامية المغربية، ألقت فيه الضوء على الصهيونية بوصفها شكلاً من اشكال العنصرية، ووصفت التطبيع بخطوات ضبابية، معلنة شجبها له، وتمسكها بدعم الشعب الفلسطيني.