لم تقف أيام الحجر الصحي التي نافت السبعين يوماً بسبب جائحة الكورونا عائقاً امام الحزب، حيث حرصت منظمات الحزب القيادية على مواكبة الأحداث، ولم تتوان عن التفاعل، سواءً مع الأحداث الراهنة أو مع المناسبات الوطنية والقومية والعالمية التي تزدحم بها هذه الأيام من السنة (آذار – نيسان) خصوصاً أنها تصادفت مع رئاسة الحزب لائتلاف الأحزاب اليسارية والقومية التي تحمّل الحزب بموجبها اصدار البيانات بالمشاركة مع باقي الأحزاب اليسارية والقومية. وذلك من خلال إصار البيانات الخاصة بهذه المناسبات والأحداث، ليس بهدف تسجيل المواقف وإنما يأتي ذلك انسجاماً مع رؤية الحزب لدوره وأحزاب الائتلاف في التفاعل مع الجماهير وطرح وجهة نظره في هذه الأحداث من أجل المساهمة في تنوير هذه الجماهير، خصوصاً ما واكب الحجر من غياب للصحافة الورقية وسيطرة الاعلام الرسمي على الساحة، وكذلك فوضى وسائل التواصل الاجتماعي التي راجت في هذه الفترة.
حول جائحة الكورونا
أصدر الحزب منفرداً عدداً من البيانات بهذه المناسبة وأخرى بالاشتراك مع ائتلاف الأحزاب اليسارية والقومية اتفقت فيها بداية على التقدير العميق لروح المسؤولية والكفاءة التي أدارت بها بعض مؤسسات الدولة المشكلة مع إشادة بالجهود التي بذلتها وتبذلها الكوادر الطبية والتمريضية وفرق الاستقصاء الوبائي والأجهزة الحكومية المدنية والعسكرية والأمنية التي تكللت باحتواء الوباء الفتاك والحيلولة دون انتشاره والاعجاب الأكبر بروح المسؤولية العالية التي أبداها عامة الشعب الأردني وتعاونه مع السلطات مما ساهم في محاصرة انتشار هذا الوباء، وقد نبهت البيانات الى الاخطار التي ما زالت تهدد حكومات وشعوب العالم أجمع، حيث قدّرت أن عدد العاطلين عن العمل سيفوق 200 مليون انسان منهم ما يزيد على 5 ملايين في العالم العربي وهذا يعني الملايين من الجوعى والمرضى والمشردين.
ونحن في الأردن بالرغم من السيطرة على الوباء حتى الآن ما زال يتهددنا خطر ارتفاع نسبة البطالة الى ما فوق 30 % ووصول الدين العام الى 105 % من الناتج المحلي الإجمالي، وعجز الموازنة الذي سيقترب من 2.5 مليار دينار أردني. وإزاء هذا الوضع الخطير طالبت البيانات بضرورة توسيع اللجنة الاستشارية الاقتصادية بحيث لا تقتصر على نفس الفريق الاقتصادي الذي أدار الاقتصاد الوطني طيلة العقود الثلاثة المنصرمة والعمل على إقامة قاعدة الشراكة الوطنية من خلال تكوين أوسع جبهة سياسية واقتصادية واجتماعية في مناخ تسود فيه الحريات السياسية والاجتماعية والتنظيمية مستفيدين من التجارب الإيجابية في تاريخ البلاد كما حصل مع تشكيل لجنة الميثاق الوطني (إثر هبة نيسان) ولجنة الحوار الوطني (إثر الحراك الشعبي عام 2011).
وقد تضمنت هذه البيانات خطة وطنية للتعامل مع الجائحة نذكر منها:
– الاعتناء بالقطاع الزراعي بتوسيع الرقعة الزراعية، وتنويع الإنتاج بما يلبي حاجات المواطنين وتصنيع الفائض، وضرورة اعفاء صغار المزارعين من الديون المتراكمة عليهم مع منحهم تسهيلات بدون فوائد.
– دعم قطاع الاعمال الصغيرة والمتوسطة بقروض ميسرة.
– إيجاد آلية لتقليص رواتب ومداخيل كبار الموظفين (أكثر من 2000 دينار)
– اعفاء المواطنين الذين يقل استهلاكهم للكهرباء عن 500 كيلو واط وكذلك بالنسبة لفاتورة المياه لمدة ثلاثة أشهر.
– استيفاء مستحقات الخزينة من المتنفذين، وبالذات المتهربين ضريبياً.
– تشديد الرقابة على الأسواق وتخفيض ضريبة المبيعات وضرورة اشراف الدولة على الأسواق، وضبط الأسعار.
– تحقيق الاعتماد على الذات من خلال تأمين الطاقة من مصادر محلية واستغلال موارد البلاد الطبيعية.
– الانضمام لمجموعة الدول التي تدعو لإلغاء او تخفيض المديونية الخارجية وغيرها مما لا يتسع المجال لذكرها.
وناشدت البيانات السلطات أن تجد هذه المطالب آذاناً صاغية لديها وان لا يكون مصير هذه المطالب مصير سابقاتها من مبادرات مماثلة لأن التغيير لم يعد مطلباً ملحاً فقط، بل أصبح ضرورة تفتضيها حماية الاستقلال الوطني، والخلاص من كل اشكال التبعية السياسية والاقتصادية.
بمناسبة المئوية الأولى لاستشهاد الوطني البارز كايد مفلح عبيدات
أضاء بيان الحزب على أهمية احياء ذكرى استشهاد القائد والمناضل كايد عبيدات لتذكير كل من يحاول اليوم أن يتجاهل او يتنكر أو يستخف بوحدة النضال والمصير والهدف للشعبين الأردني والفلسطيني. هذا المناضل الذي قرن قناعته بمناهضة الاستعمار العثماني بداية ومن بعده الانتداب البريطاني ومشروعه الصهيوني وعمل كل ما يلزم من جمع تبرعات وتدريب وتسليح المئات من الفدائيين الأردنيين والفلسطينيين وقاد بنفسه أول هجوم من نوعه للثوار على احدى المستوطنات الصهيونية في منطقة بيسان لقي فيها الشهادة إثر قتال ضاري، في مثل هذه الأيام في عام 1920. وعلى مدى قرن كامل ما زال اسم كايد عبيدات يتردد في كثير من المناسبات الوطنية في فلسطين والأردن باعتباره مصدر الهام للأجيال المتعاقبة من المناضلين الوطنيين الذين يواصلون رفع راية النضال في مواجهة المشروع الامبريالي الصهيوني بمختلف مسماته ونسخه وأخرها ما سمي بصفقة القرن التي تهدد الكيانين الفلسطيني والأردني خاصة والعربي عامة.

حول التطبيع الفني والثقافي
عبر البيان عن رفض أحزاب ائتلاف الأحزاب اليسارية والقومية لمحاولات كل من المسلسل التلفزيوني (ام هارون) (ومخرج 7) تجاوز الترويج بفضاضة للتطبيع الى قلب المفاهيم التي ترتبت عليها الأجيال المتعاقبة في الوطن العربي باعتبارها الكيان الصهيوني كياناً محتلاً قام على أنقاض قتل وتشريد الشعب العربي الفلسطيني من وطنه وفوق ذلك إحلال حالة العداء لهذا الكيان لحالة من التعاطف بل تجاوز ذلك لبث خطاب الكراهية والعداء للشعب الفلسطيني.
وقد اعتبر البيان أن بث هذه الاعمال يشكل شهادة أكيدة على حسم أنظمة خليجية لخياراتها لما هو أبعد من التطبيع الى التحالف.
كما أشاد البيان بأعمال فنية ما زالت على ثوابتها منها المسلسل المصري (النهاية) والسوري (حارس القدس)
كما حيّا البيان موقف الدولة الكويتية التي منعت الترخيص لبث مسلسل (ام هارون) وتأكيدها على تمسكها بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ورفضها القاطع للتطبيع.
وقد اختتم البيان بالتأكيد على التزام الأحزاب القومية واليسارية الراسخ بمقاومة كل اشكال التطبيع السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والفنية وطالب هذه الدول بالتراجع عن سياسة الحض على كراهية الاشقاء واحتضان اعدائهم.