*البروفيسور فالنتين كاتاسونوف
هناك الكثير من الدلائل تشير الى ان “مالكي الأموال” (المساهمون الرئيسيون في نظام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي) يسعون إلى إقامة سلطة كاملة على العالم. باختصار، يريدون التحول من “مالكي المال” إلى “مالكي العالم”. وفي هذا السعي تصب جميع خطواتهم الرامية لبناء نظام عالمي جديد التي يغلفونها بعبارات “منمقة” تزعم الحرص على تحقيق “رفاهية البشرية”.
والأمثلة على هذا “الحرص” المزعوم على البشرية يمكن مقاربتها من خلال البرامج الدولية التي شرع “أصحاب المال” في تنفيذها، من قبيل مكافحة “الاحتباس الحراري” ، والسيطرة على معدلات المواليد، ومكافحة الإرهاب الدولي ، وما إلى ذلك. وهناك أيضا اتجاه آخر للنشاط “النبيل”، الذي تمارسه النخبة العالمية يتجلى في رقمنه جميع جوانب حياة المجتمع (الشؤون المالية والاقتصاد والتعليم والرعاية الصحية والثقافة، وما إلى ذلك). لقد كتبت بالفعل الكثير عن هذه الرقمنة. ويمكنني على وجه الخصوص أن أذكر كتابي “العالم تحت التنويم المغناطيسي للأرقام، أو الطريق إلى “معسكر الاعتقال الإلكتروني” الذي صدر عام 2018.
في هذا الكتاب توصلت إلى استنتاج مفاده: إن النصائح الحاذقة التي تروج لها النخبة العالمية والمتعلقة بالفوائد ووسائل الراحة التي تؤمنها الرقمنة تهدف في نهاية المطاف إلى الإيقاع بشعوب معينة والبشرية جمعاء في شراك “مصيدة الفئران الرقمية” أو دفعهم للدخول الى “معسكر الاعتقال الإلكتروني العالمي”. وبمساعدة “الأرقام”، تخطط النخبة العالمية، أولاً وقبل كل شيء، لفرض سيطرتها على سلوك الانسان وحياته.
لقد بلغت التقنيات الرقمية (المعلومات والكمبيوتر) درجة من التطور، بات يسمح ليس فقط بالسيطرة على أفعال الانسان، بل على أفكاره أيضا. ففي الصين، على أقل تقدير، هناك بالفعل مثل هذه التقنيات التي يمكن تسميتها “أجهزة كشف الكذب” التي لا تحتاج لاختبار الشخص الى أجهزة استشعار وأسلاك. وحتى الشخص نفسه لا يعتريه أدنى شك في أنه يخضع “للاختبار”.
إن الشرط الذي لا يغيب عن جميع الخيارات المطروحة لبناء “معسكر الاعتقال الالكتروني العالمي” يتمثل في التعريف الرقمي للشخصdigital person identification . فعلى مدى 20-30 سنة الماضية (خاصة بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر 2001) تم بنشاط منقطع النظير البحث عن وسيلة يمكن من خلالها تحديد الأشخاص رقميًا. وبالفعل تم العثور على هذه الوسيلة التي تقضي بزراعة شريحة إلكترونية متناهية الصغر في جسم الإنسان. وهذه العملية لا تسمح للأخ الأكبر برؤية جميع الناس فقط، بل وبإدارتهم إذا لزم الأمر.
فمساعدة الإشارات المرسلة إلى الشريحة الإلكترونية، يمكنك أن تولد لدى أي انسان إحساس بالألم، والتعتيم على عقله ، والتسبب له بالعمى والصمم ، وما إلى ذلك. والتقنيات المتوفرة اليوم لا تسمح فقط بـ “محاصرة” شخص ما ، ولكن باجباره أيضا على التصرف في الاتجاه المرغوب فيه من قبل الأخ الأكبر. أي أصبحت هناك إمكانية لتحوي الانسان الى روبوت بيولوجي أو سايبورغ (كائن سايبراني). وهناك خطوة إضافية يجري العمل عليها لضمان الإدارة الفعالة للأفراد تتمثل في اجبار الانسان الـ “مرقمن” على عدم استخدام النقد في تسيير شؤون حياته اليومية، والاستعاضة عن ذلك بالحساب المصرفي، الذي يستطيع الأخ الأكبر عند اللزوم منع صاحبه من التصرف به، وبالتالي تعريضه الى احتمال الموت جوعا اذا ما كان ذلك في مصلحة الأخ الأكبر.
من الناحية الفنية ، تم الانتهاء من عمل كل شيء منذ فترة طويلة. ولكن توفير الشرائح الالكترونية الفردية متناهية الصغر لجميع الناس لم يتحقق بعد، رغم أن هذه الشرائح تحتل مركز الصدارة في مشروع بناء معسكر الاعتقال الالكتروني. يدرك الناس بشكل بديهي الأهداف الحقيقية الكامنة وراء كل هذا العمل، وهم يقاومونه ويتصدون له. هناك بالطبع متطوعون. يمكنك أن تضيف لهم السجناء والمرضى العقليين والعسكريين وبعض الفئات الأخرى من الأشخاص الذين يجبرون على زرع الشرائح. ولكن ، حتى في الولايات المتحدة ، التي تمارس السلطات فيها منذ نهاية القرن الماضي ضغوطا هائلة على المواطنين للموافقة على زراعة الشرائح تحت التهديد بتعريض من يرفض للمساءلة الجنائية والسجن، فإن نتائج هذه الضغوط متواضعة للغاية.
ومع الايام الأولى من العام الجاري 2020 بدأت الدوائر الحاكمة (خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية) في شن حملة جديدة من الضغوط على الجماهير الشعبية. وقد ساهمت في تأجيج هذه الحملة الهستيريا المصاحبة لانتشار وباء كوفيد-19 الذي وفر مزيدا من الحجج القوية لصالح زراعة شرائح الكترونية في أجساد اعداد غفيرة من البشر.
اولا ، في حالة الوباء (يجب افتراض أن الوباء الحالي ليس الأخير) ، يجب أن يكون لدى السلطات معلومات كاملة عن الحالة الصحية لكل شخص ، بما في ذلك معلومات عن المطاعيم التي تلقاها. وهذه المعلومات يمكن الوصول اليها من خلال الضغط على لوحة مفاتيح الكومبيوتر، طبعا في حال ما يكون الشخص المعني يزرع الشريحة الالكترونية التي تربطه بقاعدة بيانات مركزية.
ثانيًا ، ستسمح هذه الشريحة الصغيرة لـلأخ الأكبر بتتبع حركة الشخص ، واتصالاته مع أشخاص آخرين ، وكذلك تحديد مكان وجوده في أي وقت (في حالة احتياج الشخص إلى العزل والتطعيم ، وما إلى ذلك).
ثالثًا ، تعمل الشرائح الالكترونية الدقيقة كجهاز إرسال يرسل معلومات حول الحالة الصحية للشخص (درجة حرارة الجسم في المقام الأول) إلى قاعدة بيانات مركزية.
وبالتالي ، فإن اللقاحات وزراعة الشرائح الالكترونية هما موضوعان مرتبطان ببعضهما البعض ارتباطًا وثيقًا. ولكن حتى وقت قريب ، كان الكثيرون ينظرون إلى هذا الارتباط على النحو التالي: ان زراعة الشرائح الالكترونية ضرورية لإعطاء اللقاحات. لكن وباء كورونا قلب الأمور راسا على عقب: فاللقاح بات مجرد وسيلة لزراعة الشرائح الالكترونية.، واصبح فجأة يتقدم على زراعة الشرائح الالكترونية، التي آثرت السلطات التزام الصمت حولها.
منذ بداية العام ، ظهرت في وسائل الإعلام مواد لا حصر لها (مقالات وتصريحات) حول موضوع اللقاحات. غير ان التصريحات الرسمية لمسؤولين الدول المختلفة والمنظمات الدولية (خاصة منظمة الصحة العالمية) التي اشارت بأن اللقاحات (التي سيتم تطويرها وسيتم تعميمها على الجميع) هي التي ستنقذ البشرية من وباء فيروس كورونا لم تحظ بالثقة على نطاق واسع. في حين يشير العديد من الخبراء الجريئين والنزيهين عن حق إلى أن أولئك الذين يشاركون في الترويج للقاحات والمطاعيم في جميع أنحاء العالم لديهم أهداف حقيقية مختلفة تمامًا عن تلك المعلنة تتلخص في هدفين اثنين هما:
أولا ، الإثراء. حيث تعول شركات الأدوية على اللقاحات لجني المليارات من الدولار ، واليورو ، والجنيه الإسترليني والفرنك سويسري ، إلخ.
ثانياً ، القتل. يسعى “أصحاب الأموال” لإنهاء حياة اعداد من الناس تقدر بالمليارات، من عامة الناس ومواطني مختلف دول العالم ، بما في ذلك المواطنون الذين يصنفون ضمن “المليار الذهبي”. في النهاية ، يجب أن يبقى مليار شخص فقط على هذا الكوكب. هذه هي “توصيات” نادي روما. ومن غير المحتمل أن يطلق على هذا المليار اسم “ذهبي”. فمن بينهم مليون شخص فقط سيكونون ضمن الفئة “الذهبية، وهم من كانوا بالأمس” اصحاب المال” وأصبحوا من الآن فصاعدًا “سادة العالم”. وسيعمل من اجلهم الـ 999 مليون شخص المتبقين من أصل المليار “الذهبي”.
ولكن ، اتضح ، أن هناك هدفًا آخر للتطعيم لا تعرفه إلا شريحة ضيقة من المتخصصين. فقبل عدة سنوات ، تم تطوير لقاحات باستخدام تقنية النانو لمكافحة السرطان. ظهر جيل جديد من الأدوية تسمى لقاحات النانو (وهو بادئة تعني جزء من مليار جزء من المتر أو الثانية وجزء من مليار جزء من الثانية. ويمكن كتابة النانو بالأرقام على أنه 10 ناقص القوة 9). يتم استخدام أصغر الجسيمات في لقاحات النانو ، والتي تخلق التأثير العلاجي اللازم (ومع ذلك ، هناك عدد كبير إلى حد ما من المعارضين الذين يعتقدون أن التأثيرات طويلة المدى للقاحات النانو على صحة الإنسان لم يتم التأكد منها بعد).
لكننا الآن لسنا مهتمين بالجانب الطبي للقضية. والحقيقة هي أنه يمكن استخدام التطعيم بالنانو كحصان طروادة. فجنبا إلى جنب مع لقاح النانو ، يمكن تمرير شريحة صغيرة متناهية الدقة في جسم الإنسان ، هي مادة نانو . والشخص الذي يوافق على اللقاح لن يعرف حتى أنه تم إدخال رقاقة نانو في جسده في نفس الوقت. اتضح أن تطوير أحصنة طروادة هذه بدأ منذ سنوات عديدة، حيث كانت رقاقة النانو هي المنتج الرئيسي الذي تم تصنيعه، في حين كان من المفترض أن يكون لقاح النانو مجرد غطاء.
في موقع إلكتروني أمريكي متخصص في تعرية خطط “المافيا الطبية” الأمريكية والدولية (“Prevent Disease. com”) ظهر في عام 2009 مقال بعنوان “هل يتم إعداد السكان للحصول على شريحة نانو مخفية داخل اللقاحات ؟”. وكما اشارت المقالة المذكورة، كان من الممكن، في السنوات الأخيرة من القرن العشرين، تطوير جيل جديد من الرقائق الدقيقة على أساس استخدام تقنية النانو فائقة الصغر (لا يزيد عن بقعة من الغبار ، نصف قطرها 5 ميكرومتر، وهو أقل بحوالي 10 مرات من نصف قطر الشعر) وغير مكلف.
في هذا السياق، ولدت فكرة لإدخال مثل هذه الرقائق الدقيقة في جسم الإنسان من خلال الحقن والقطرات والمطاعيم. ومن الأفضل القيام بذلك عند ولادة الطفل في المستشفى، أما بالنسبة لأولئك الذين غادروا المستشفى، فإن الأوبئة تخلق المناخ المناسب للقيام بالعملية. إن انتاج اوبئة اصطناعية عملية يمكن ان تتولاها منظمة الصحة العالمية التي لتبين انها ضالعة منذ فترة طويلة في خدمة مصالح “المافيا الطبية” التي يسيطر عليها “مالكو المال”. إليكم ما قيل، على وجه الخصوص، في المقالة المذكورة أعلاه: “السيناريو الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية مع وباء أنفلونزا الخنازير مناسب تمامًا للدعاية وإجبار السكان على الموافقة طواعية على إدخال الرقائق الدقيقة من خلال لقاحات النانو. كل هذا سيتم تحت شعار “المصلحة العليا” للبشرية.
في السنوات الماضية تم تعديل النظام الاساسي لمنظمة الصحة العالمية بصورة مثيرة للاهتمام. في بدايات عمل المنظمة كان بوسعها أن تصدر مجرد “توصيات” للمجتمع الدولي. اما التعديلات التي أجريت عام 2005 ، فقد بات من صلاحيات منظمة الصحة العالمية في حالات الطوارئ ( وتفشي الأوبئة) بعدم الاكتفاء بإصدار مجرد “توصيات”، بل أيضا “أوامر” ملزمة لجميع البلدان. فلا عجب اليوم أن يعتبر البعض منظمة الصحة العالمية جزءً من الحكومة العالمية. كما تمت إزالة بعض المعايير التي كانت موجودة من قبل في وثائق منظمة الصحة العالمية (مثل النسبة المئوية للوفيات بين الأشخاص المصابين) بما يسمح بإعلان ظهور وانتشار جائحة وبائية. اما الآن تقرر فمنظمة الصحة العالمية نفسها تقر نشوء جائحة وبائية من عدم وجودها دون ان تكون ملزمة بشرح قراراتها للرأي العام.
وفي هذا الصدد ، سأورد رأيًا حول القرار الأخير لمنظمة الصحة العالمية عبر عنه بيتر كونيج ، الباحث العلمي، والمحلل الجيوبوليتيكي والاقتصادي في (مركز أبحاث العولمة الكندي) والذي عمل سابقًا في البنك الدولي. يقول الباحث: “أعلنت منظمة الصحة العالمية فيروس كوفيد -19 “وباء” – على الرغم من أنه لا يوجد أدنى أثر للوباء. في حالة الوباء ، يصل معدل الوفيات بسبب العدوى إلى أكثر من 12٪ . في حين أن معدل الوفيات في أوروبا يبلغ حوالي 0.4 ٪ أو أقل – باستثناء إيطاليا ، وهي حالة خاصة عندما كان المعدل في وقت الذروة 6 ٪. على الأرجح ، تلقت منظمة الصحة العالمية أوامر “من فوق” – من أولئك الأشخاص الذين يديرون ترامب أيضًا و ” قادة “الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه ، من أولئك الذين يسعون إلى حكم العالم من خلال قوة نظام عالمي موحد”.
في عام 2010، خصصت تاتيانا غراتشيفا كتابها الشهير بعنوان “عندما لا تكون القوة من عند الله، خوارزميات الجغرافيا السياسية واستراتيجيات الحروب السرية للكواليس العالمية” فصلاً كبيرًا للقاحات باعتبارها أسلحة دمار شامل. وحتى في ذلك الحين ، كتبت تقول: “إن إدخال شرائح النانو الدقيقة في اللقاحات هي قضية المستقبل القريب”.
وقد حان اليوم هذا الذي كان عندئذ احد أيام المستقبل. بغض النظر عن التفاصيل، أقول إن وباء إنفلونزا الخنازير A / H1N1 الذي بدأ بالتفشي قبل 11 عامًا بالضبط في المكسيك، لم يكن بالإمكان تصويره على أنه وباء عابر للحدود ( حيث انه لم ينتشر حتى في الولايات المتحدة الا ضمن اضيق الحدود، كما أنه “تبخر تماما” بحلول صيف ذلك العام). وفي ذلك الحين كانت الأبحاث لا زالت تجري في المختبرات لتطوير لقاحات النانو مع الشرائح الدقيقة. أما الآن فالأمر مختلف. فوباء كورونا ينتشر في جميع انحاء العالم. ووفق العديد من المؤشرات، فإن أحصنة طروادة جاهزة بالفعل لنقل العدوى للملايين والملايين من الناس على هذا الكوكب.
واليوم نرى كيف يتم تحت راية مكافحة الفيروس التاجي اندماج مشروعين عالميين كان يخيل سابقا انهما مستقلين- مشروع “إنقاذ” البشرية بمساعدة اللقاحات ومشروع “رقمنة” البشرية. وقد اضطلع الملياردير الشهير بيل جيتس، الذي كان على الدوام أحد الثلاثة الأثرياء الأوائل في الولايات المتحدة الامريكية بتجسيد هذه “التوليفة” على ارض الواقع.
حتى نهاية القرن الماضي ، ارتبط اسم جيتس في المقام الأول بأجهزة الكمبيوتر والتقنيات “الرقمية”. فهو المعروف بانه مؤسس ومالك ورئيس شركة Microsoft الشهيرة. ولكن بيل جيتس بدأ لاحقا بشكل غير محسوس بالابتعاد عن أعماله “الرقمية” ، وأنشأ مؤسسة خيرية (مؤسسة بيل وميليندا غيتس) تركز نشاطها الرئيس على تطوير اللقاحات وتوزيعها في جميع أنحاء العالم.
وترافق نشاط الصندوق مح حملة علاقات عامة قوية وواسعة. وقد عملت هذه الحملة على تصوير الملياردير كـ “منقذ” للعالم من الأوبئة وجميع أنواع الفيروسات المعدية. وبدا بيل جيتس منهمكا في العناية والاهتمام بمصير البشرية لدرجة أنه اعلن تنحيه كما ورد في وسائل الإعلام، عن مجلس إدارة شركة مايكروسوف التي أسسها. ولكن بصفته شخصًا على دراية جيدة بالإلكترونيات وأجهزة الكمبيوتر، فإنه مدعو إلى تأمين “توليفة عضوية” بين “الأرقام” و “الطب”.
قلة لفت انتباهها الحدث الذي أقيم بمبادرة وبمشاركة نشطة من بيل جيتس في نهاية العام الماضي. فيوم 18 أكتوبر 2019 شهد مركز جونز هوبكنز الطبي في بالتيمور، برعاية المنتدى الاقتصادي العالمي ومؤسسة بيل وميليندا غيتس حدث ليس مألوفًا جدًا لعامة الناس (حتى الآن) اطلق عليه اسم ID2020.
واتضح فيما بعد ID2020 هو برنامج قائم على شراكات بين القطاعين العام والخاص تشارك فيه أيضا الأمم المتحدة وهيئاتها المتخصصة والمنظمات غير الحكومية. من ضمن شركات الأعمال، يجدر الإشارة الى شركات Microsoft و Accenture و Cisco Systems و (Pricewaterhouse Coopers (PwC . وهذا البرنامج يرمي الى انشاء نظام للتعريف الرقمي على الصعيد العالمي، والانتهاء من رقمنة الكوكب بالكامل بحلول عام 2030. وتكشف وثائق ID2020 أن البرنامج يراهن بشكل خاص على التعريف بهوية الشخص رقمياً في وقت الولادة (أي في مستشفيات الولادة) وأثناء عمليات التطعيم الجماعي في حالة الانتشار الوبائي.
تم الاعداد للقاء اطراف ائتلاف ID2020 في بالتيمور بشكل جيد للغاية. عشية انعقاد اللقاء تم في شهر أيلول/سبتمبر تم في نيويورك تنظيم لقاء على مستوى رفيع في نيويورك تحت عنوان “الانتقال الى تعريف جيد بالهوية” “Rising to the Good ID Challenge . وقد قصد بتعبير “جيد” “تحديد الهوية” بعد ولادة الشخص مباشرة أو في وقت الوباء.
في لقاء نيويورك تم الإعلان عن تنفيذ مشروع تجريبي لتحديد الهوية الرقمية في عام 2020 في بنغلاديش ، وسيشارك فيه العديد من الشركاء. ولكن، على الأرجح، سيكون الشريك الرئيسي هو “التحالف العالمي للقاحات والمناعة”. وهذا التحالف، كما هو الحال بالنسبة الى ID2020، هو تحالف قائم على شراكات بين القطاعين العام والخاص يعمل على زيادة المناعة للجميع. ومن بين شركائه الرئيسيين، منظمة الصحة العالمية والشركات الصيدلانية.
في لقاء بالتيمور، أيد المشاركون ، بمن فيهم بيل جيتس، بشدة فكرة “التحديد الجيد” (للهوية). بالمناسبة ، تم ابداء رغبة بأن لا يقتصر تطبيق البرنامج التجريبي على دولة واحدة هي بنغلاديش. يتوجب البدء بالبلدان الأشد فقراً . وهذه هي عشرات البلدان في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. بالإضافة إلى الملايين من ذوي الدخل المتدني وحتى المشردين في الولايات المتحدة وأوروبا. إنهم مجموعة اجتماعية عالية المخاطر ، لذا يجب علينا أن نبدأ هذا العام في تحديد “الطبقات الدنيا” رقمياً في بلدان “المليار الذهبي”.
بالمناسبة تمخض اجتماع بالتيمور عن إقرار احد المشاريع المفتاحية، الا وهو تحديث التقنيات الحاسوبية لمركز جونز هوبكنز الطبي للوباء العالمي. وكان من نتائج هذا التحديث وفاة 65 مليون شخص. في كانون الثاني / يناير 2020 ، في قمة دافوس السنوية تم الاعلان عن دعم منتدى الطاقة الدولي برنامج ID2020 ، وتعرف المشاركون في القمة خلف الأبواب المغلقة على نتائج “التحديث” في مركز جون هوبكنز الطبي. كم كان مدهشًا ان يلتقي كل شيء في وقت واحد! من الصعب تصديق وقوع كل هذه المصادفات العشوائية. ففي الوقت الذي عقدت فيه القمة في دافوس، اشتعلت نيران جائحة فيروس كوفيد-19 في مدينة ووهان الصينية.
والآن سنجلس بانتظار الحدث التالي من الدراما التي تسمى “وباء فيروس كورونا”. الحدث الذي سيشهد ظهور “منقذي” البشرية ومعهم اللقاح المنتظر. أنا متأكد من أن هذا اللقاح موجود بالفعل وينتظر ظهوره على المسرح. ومع ذلك ، سيكون من الأصح أن نطلق على هذا اللقاح “حصان طروادة” الذي يستخدمه “مالكو المال” بما يحقق مصالحهم.
توليفة بيل غيتس
واليوم نرى كيف يتم تحت راية مكافحة الفيروس التاجي دمج مشروعين عالميين كان يخيل سابقا انهما مستقلان – مشروع “إنقاذ” البشرية بمساعدة اللقاحات ومشروع “رقمنة” البشرية. وقد اضطلع الملياردير الشهير بيل جيتس، الذي كان على الدوام أحد الثلاثة الأثرياء الأوائل في الولايات المتحدة الامريكية بتجسيد هذه “التوليفة” على ارض الواقع.
حتى نهاية القرن الماضي ، ارتبط اسم جيتس في المقام الأول بأجهزة الكمبيوتر والتقنيات “الرقمية”. فهو المعروف بانه مؤسس ومالك ورئيس شركة Microsoft الشهيرة. ولكن بيل جيتس بدأ لاحقا بشكل غير محسوس بالابتعاد عن أعماله “الرقمية” ، وأنشأ مؤسسة خيرية (مؤسسة بيل وميليندا غيتس) تركز نشاطها الرئيس على تطوير اللقاحات وتوزيعها في جميع أنحاء العالم.
وترافق نشاط الصندوق مع حملة علاقات عامة قوية وواسعة. وقد عملت هذه الحملة على تصوير الملياردير كـ “منقذ” للعالم من الأوبئة وجميع أنواع الفيروسات المعدية. وبدا بيل جيتس منهمكا في العناية والاهتمام بمصير البشرية لدرجة أنه اعلن تنحيه كما ورد في وسائل الإعلام، عن مجلس إدارة شركة مايكروسوف التي أسسها. ولكن بصفته شخصًا على دراية جيدة بالإلكترونيات وأجهزة الكمبيوتر، فإنه مدعو إلى تأمين “توليفة عضوية” بين “الأرقام” و “الطب”.

اطلاق برنامج ID2020
قلة لفت انتباهها الحدث الذي أقيم بمبادرة وبمشاركة نشطة من بيل جيتس في نهاية العام الماضي. ففي يوم 18 أكتوبر 2019 شهد مركز جونز هوبكنز الطبي في بالتيمور، برعاية المنتدى الاقتصادي العالمي ومؤسسة بيل وميليندا غيتس، حدثا ليس مألوفًا جدًا (حتى الآن) لعامة الناس اطلق عليه اسم ID2020.
واتضح فيما بعد ID2020 هو برنامج قائم على شراكات بين القطاعين العام والخاص تشارك فيه أيضا الأمم المتحدة وهيئاتها المتخصصة والمنظمات غير الحكومية. ومن ضمن شركات الأعمال، يجدر الإشارة الى شركات Microsoft و Accenture و Cisco Systems و (Pricewaterhouse Coopers (PwC . وهذا البرنامج يرمي الى انشاء نظام للتعريف الرقمي على الصعيد العالمي، والانتهاء من رقمنة الكوكب بالكامل بحلول عام 2030. وتكشف وثائق ID2020 أن البرنامج يراهن بشكل خاص على التعريف بهوية الشخص رقمياً في وقت الولادة (أي في مستشفيات الولادة) وأثناء عمليات التطعيم الجماعي في حالة الانتشار الوبائي.
تم الاعداد للقاء اطراف ائتلاف ID2020 في بالتيمور بشكل جيد للغاية. عشية انعقاد اللقاء تم في شهر أيلول/سبتمبر في نيويورك تنظيم لقاء على مستوى رفيع تحت عنوان “الانتقال الى تعريف جيد بالهوية” “Rising to the Good ID Challenge . وقد قصد بتعبير “جيد” “تحديد الهوية” بعد ولادة الشخص مباشرة أو في وقت تفشي الوباء.
في لقاء نيويورك تم الإعلان عن تنفيذ مشروع تجريبي لتحديد الهوية الرقمية في عام 2020 في بنغلاديش ، وسيشارك فيه العديد من الشركاء. ولكن، على الأرجح، سيكون الشريك الرئيسي هو “التحالف العالمي للقاحات والمناعة”. وهذا التحالف، كما هو الحال بالنسبة الى ID2020، هو تحالف قائم على شراكات بين القطاعين العام والخاص يعمل على زيادة المناعة للجميع. ومن بين شركائه الرئيسيين، منظمة الصحة العالمية والشركات الصيدلانية.
في لقاء بالتيمور، أيد المشاركون ، بمن فيهم بيل جيتس، بشدة فكرة “التحديد الجيد” (للهوية). بالمناسبة، تم ابداء رغبة بأن لا يقتصر تطبيق البرنامج التجريبي على دولة واحدة هي بنغلاديش. يتوجب البدء بالبلدان الأشد فقراً . وهذه هي عشرات البلدان في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. بالإضافة إلى الملايين من ذوي الدخل المتدني وحتى المشردين في الولايات المتحدة وأوروبا. إنهم مجموعة اجتماعية عالية المخاطر ، لذا يجب علينا أن نبدأ هذا العام في تحديد “الطبقات الدنيا” رقمياً في بلدان “المليار الذهبي”.
بالمناسبة تمخض اجتماع بالتيمور عن إقرار احد المشاريع المفتاحية، الا وهو تحديث التقنيات الحاسوبية لمركز جونز هوبكنز الطبي للوباء العالمي. وكان من نتائج هذا التحديث وفاة 65 مليون شخص. في كانون الثاني / يناير 2020 ، في قمة دافوس السنوية تم الاعلان عن دعم منتدى الطاقة الدولي لبرنامج ID2020 ، وتعرف المشاركون في القمة خلف الأبواب المغلقة على نتائج “التحديث” في مركز جون هوبكنز الطبي. كم كان مدهشًا ان يلتقي كل شيء في وقت واحد! من الصعب تصديق وقوع كل هذه المصادفات العشوائية. ففي الوقت الذي عقدت فيه القمة في دافوس، اشتعلت نيران جائحة فيروس كوفيد-19 في مدينة ووهان الصينية.
والآن سنجلس بانتظار الحدث التالي من الدراما التي تسمى “وباء فيروس كورونا”. الحدث الذي سيشهد ظهور “منقذي” البشرية ومعهم اللقاح المنتظر. أنا متأكد من أن هذا اللقاح موجود بالفعل وما علينا فقط سوى انتظار وترقب ظهوره على المسرح. ومع ذلك، سيكون من الأصح أن نطلق على هذا اللقاح “حصان طروادة” الذي يستخدمه “مالكو المال” بما يحقق مصالحهم.
•البروفيسور فالنتين كاتاسونوف، عالم روسي، بروفيسور الاقتصاد في جامعة العلاقات الدولية في موسكو
ترجمة: قسم الترجمة / الجماهير