نظم ما يزيد على (200) منظمة دولية والعديد من السياسيين والأكاديميين والإعلاميين والحقوقيين حملة دولية ميدانية والكترونية تضامناً مع اليمن ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي واحتلت (الترند) العالمي وذلك بمناسبة اليوم العالمي من اجل اليمن (25 يناير 2021) وشارك في الحملة اتحادات طلابية على رأسها اتحاد طلاب الجامعات البريطانية.
وعبر المتضامنون عن إدانتهم العدوان والحصار الوحشي على اليمن المستمر منذ 6 سنوات، الذي تسبب
في أكبر كارثة إنسانية هي الأخطر في العالم، استخدمت فيها الأسلحة المحرمة دولياً وإرتكبت جرائم حرب ضد الأبرياء وصلت ضحاياها الى (250) الفاً من الأبرياء المدنيين أغلبهم من الأطفال والنساء وتجويع 24 مليون يمني ومنع أكثر من نصف مليون من المرضى من السفر لتلقي العلاج في الخارج بسبب حصار مطار صنعاء الدولي. ومنع دخول المشتقات النفطية الذي قتل الحياة بشكل كامل.
وشهد اليوم التضامني مظاهرات ووقفات أمام مقر الأمم المتحدة في المانيا وبريطانيا وأمريكا واليمن و17 دولة تحمل رسالة إلى العالم والأمم المتحدة تحت شعار أوقفوا الحرب أوقفوا الحصار على اليمن، وطالبت هذه التحركات بتحييد المطارات والموانئ والمنافذ والخدمات الأساسية المتصلة بالإنسان، صرف رواتب الموظفين، إطلاق جسر طبي جوي لتمكين المرضى من السفر لتلقي العلاج في الخارج، تقديم التسهيلات للمرضى والرعاية.
ويعود اليوم العالمي من أجل اليمن الى الفكرة التي بدأتها شخصيتان عالميتان عرفتا بوقوفهما إلى جانب اليمن وهما (جيرمي كوربن) الرئيس السابق لحزب العمال البريطاني و(بيرني ساندرز) المرشح السابق للانتخابات الأميركية وفي هذا السياق سلّطت كبريات الصحف والمواقع الغربية الضوء على هذه الصحوة العالمية.
صحيفة (غلوب آند ميل) الكندية كتبت تحت عنوان (الكنديون يحتجون على مبيعات الأسلحة للسعودية ويطالبون بإنهاء الأزمة المستمرة في اليمن): إن العشرات في مدينة (فانكوفر) الكندية، تظاهروا، تنديداً باستمرار الحرب على اليمن. وطالب المحتجون الذين جابوا بسياراتهم شوارع (فانكوفر)، التحالف بإيقاف الحرب على اليمن في أسرع وقت ممكن.
وشجبت تلك التحركات العقاب الجماعي للشعب اليمني من خلال الحصار المفروض على اليمن منذ قرابة 6 أعوام، داعين الأنظمة الأوروبية والنظام الأمريكي إلى إيقاف بيع الأسلحة للسعودية والإمارات.
موقع ديلي (هامبتشر غاتزيت) الأمريكي سلّط الضوء على التظاهرة التي شهدتها مدينة (نورثمبتون) الأمريكية تحت عنوان (المتظاهرون في نورثمبتون يطالبون بوقف الحرب على اليمن)، وقال الموقع:
إن المتظاهرين تجمعوا خارج مكتب النائب الديموقراطي (جيم ماكغفرن) للمطالبة بإنهاء الحرب في اليمن.
وأشار الموقع الى أن (ماكغفرن) تحدث إلى المتظاهرين عبر الهاتف بعد أن اتصلوا بمكتبه في (ورسستر) مؤكداً لهم أنه يشرف على مشروع قانون في الكونجرس من شأنه أن يوقف بيع الأسلحة للسعودية التي تقصف اليمن.
الموقع البريطاني الشهير والمهتم بشؤون الشرق الاوسط كتب تحت عنوان (تزايد الضغوط على بايدن لإنهاء دعم الحرب التي تقودها السعودية في اليمن): إن مظاهرات حدثت في مدن أمريكية عديدة – بما في ذلك (نيويورك ونيوارك) المجاورة و(سان فرانسيسكو)- في حين حضر الزعيم السابق لحزب العمال البريطاني (جيريمي كوربين) والممثل والناشط (داني جلوفر) والأكاديمي البارز (كورنيل ويست) مسيرة عبر الإنترنت..
وقالت المنظمة الرئيسية للجنة التحالف اليمني في مدينة نيويورك (كوثر عبد الله): إن ما يحصل في اليمن هو دمار مستمر وهي كارثة من صنع الإنسان وقد حان الوقت لانهاء الحرب.
الأكاديمي (كورنيل ويست)، متحدثاً في تجمع على الإنترنت أقيم عبر Zoom))، أنه يريد أن يعرف اليمنيون أن إنسانيتهم لن تصبح أبداً غير مرئية بغض النظر عما تقوله وسائل الإعلام الغربية.
واحتشد عشرات من النشطاء خارج مكتب عضو الكونجرس (جريجوري ميكس)، الرئيس الجديد للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب مطالبين إياه بتفعيل قانون سلطات الحرب، والذي من شأنه أن يجبر إدارة بايدن على سحب الجيش الأمريكي وينهي دعم التحالف السعودي من أجل إنهاء الحرب في اليمن.
(كومون دريم) الأمريكي هو الآخر سلّط الضوء على الحدث تحت عنوان (كنديون ضد الحرب على اليمن يمنعون شحن مركبات مدرعة متجهة إلى السعودية).. الموقع ذكر أن المئات من الكنديين تجمعوا للمطالبة بإنهاء الحرب على اليمن وإيقاف شحن الآليات المدرعة المباعة إلى السعودية وأشار الى أن المظاهرات الكندية وصلت إلى أبعد من ذلك حيث وضع نشطاء مناهضون للحرب في جنوب (أونتاريو وهاميلتون) جثثهم أمام شاحنات تابعة لشركة (باددوك ترانسبوت انترناشيونال) الكندية لتعطيل ما وصفوه أنه نقل أسلحة تفاقم الحرب على اليمن وتزيد من معاناته.
وشكلت هذه الانتفاضة العالمية والاستنكار الدولي الواسع للحرب والابادة الجماعية للشعب اليمني الذي تزامن مع استلام ادارة بايدن للبيت الابيض ضغطا على الادارة الجديدة لوضع الملف اليمني على رأس أولويات السياسة الخارجية للبيت الابيض، دفع بايدن لتعيين تيموثي ليندركينغ صاحب الخبرة العريقة في العلاقات الامريكية مع ايران والشرق الاوسط مبعوثا له الى اليمن، واستشعرت السعودية ابعاد هذا القرار فبادرت للترحيب به والاعراب عن استعدادها لوقف عملياتها العسكرية في اليمن التي واصلتها على امتداد الفترة الرئاسية لترامب.