العمليات الأربع التي نفذها شباب فلسطينيون في الأسابيع الأخيرة تكشف حالة الغضب المتصاعدة لدى شباب فلسطينيين في العمق الفلسطيني والاراضي المحتلة على سياسة التمييز العنصري التي يمارسها الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، والبيئة التي خلقها الاحتلال عبر ممارساته اليومية ضد عمال فلسطينيين يعملون خلف الخط الأخضر، وتشكل رسالة للسلطة الفلسطينية وللدول العربية التي انتهجت التطبيع بأن السلام الاستقرار لا تصنعه اتفاقياتهم المذلة للعرب، بل تمكين الفلسطينيين من نيل حقوقهم المشروعة بإقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف والوقف الفوري لوتائر الاستيطان والتهويد المتسارعة.
لقد أثبتت هذه العمليات فشل الأجهزة الأمنية الصهيونية وأكدت أن التنسيق الأمني الذي مضى عليه 17 عاما بين اسرائيل السلطة الفلسطينية والذي صيغ برعاية أمريكية وتكرس في مارس 2005 من خلال اتفاقية دايتون لم تهب الكيان الصهيوني سياجا يقيها من العمليات الاستشهادية، اذ ان للسلام الحقيقي شروطه التي تقوم على التكافؤ والاعتراف المتبادل بحقوق كل من الاطراف المتصارعة، وهو ما يحاول الكيان الصهيوني إنكاره وتجاهله الاستخفاف به.
لقد مرت الشهر الماضي ذكرى التوقيع على اتفاقية دايتون للتنسق الأمني، وجاءت العمليات التي نفذها الشباب الفلسطيني لتؤكد ان تلك الاتفاقيات مجرد حبر على ورق ولا تساوي الحبر الفاخر الذي وقعت به، ولن ينال الكيان الصهيوني الأمن والسلام دون الاعتراف بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.