هيثم الصادق
الديمقراطية الأميركية الإسرائيلية تتأرجح بين رغبات زعماء يمينيين صهاينة وليبراليين متوحشين وصلوا السلطة ويتمسكون بتشديد قبضتهم عليها وعلى رأسهم الثنائي ترامب- نتانياهو ومصالح فئات من ذات الطبقة الرأسمالية الذين يرون في استمرار الديمقراطية الوسيلة الرئيسة لتخفيف الاحتقان الشعبي وتوفير متنفس للمشاعر الشعبية من خلال دفعها للتعبير عن رأيها والمشاركة في عملية اقتراع لمرشحين يملكون واحزابهم الثراء لتمويل حملاتهم الانتخابية التي تمكنهم من الوصول الى السلطة، فالديمقراطية الغربية لعبة اسياد الرأسمال لتداول السلطة بينهم وخدمة مصالحهم.
مؤخرا دخلت اللعبة الديمقراطية في الولايات المتحدة واسرائيل مأزقا حرجا، بعد وصول ترامب المتعطش للامساك بزمام البيت الابيض الذي لا يخفي طمعه في الحفاظ على ادارته من خلال الاعلان ان عدم نجاحه في الانتخابات يعني انها مزيفة وليست نزيهة، وحليفه نتانياهو الذي يصم الآذان عن سماع الاحتجاجات الشعبية التي دخلت اسبوعها التاسع بزخم متزايد مطالبة برحيله، خاصة وانه يرى في بقائه الوسيلة الوحيدة للمماطلة في تنفيذ الأحكام التي قد تصدر ضده بتهم الفساد وتمكنه من مواصلة اساليب الفساد التي أدمن عليها.
مأزق الديمقراطية في البلدين وتمسك الزعيمين ترامب – نتانياهو بالحكم يمنحنا نحن العرب بعض العزاء في ان الاضطهاد والتعسف الذي يمارس في العديد من بلداننا والذي أدى في اعوام ماضية الى اطلاق ما سمي ب “الربيع العربي” لم يعد امتيازا عربيا، بل غدا اسلوبا للحكم في اكثر الأنظمة عنصرية وفاشية.
ترامب بوضعه العصي في عجلات الديمقراطية الأميركية يؤكد ان بشائر انهيار الولايات المتحدة التي استفردت في الهيمنة على العالم بعد ان اصبحت قطب الجبروت العالمي سيأتي من داخلها بوجود من يتصفون بمزايا ترامب في الحماقة وتجميد الحكمة وعدم ايقاد شعلة الوعي السياسي بالحكم الرشيد.