بتاريخ 26آب 2020 عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوردستاني اجتماعها الاعتيادي جرى فيه بحث مستفيض حول احداث الاشهر الستة الماضية على صعيد العالم والمنطقة والعراق وكوردستان. تمت في الاجتماع مناقشة الاحداث المستجدة وخصوصا بعد الانتشار الواسع لجائحة كورونا، وتفاقم الازمة الاقتصادية في العالم، وازدياد البطالة والفقر واستمرار بؤر التوتر في العالم، وبالأخص في الشرق الاوسط وشمال افريقيا ومنطقة البحر المتوسط. وقد عزا الاجتماع عوامل هذه الاحداث المستجدة والتي هي من تراكمات التناقضات السابقة، الى سياسة الاوساط الرأسمالية العالمية وانتهاج طريق الليبرالية الجديدة، والنهج الشعبوي وخطاب الكراهية وهما وجهان لعملة واحدة يجري توظيفها من قبل القوى اليمينية والاوساط الرأسمالية العالمية في سبيل تغطية ازمات الرأسمالية والقاء عواقبها الثقيلة اللاإنسانية على حياة الكادحين وسائر البشرية.
وفي اطار هذا التحليل شدد الاجتماع على ان الحزب يواظب على التنسيق الكامل مع اطراف الحركة الشيوعية العالمية لصياغة مشروع اممي للتصدي للهجمة الرأسمالية العالمية. والمساهمة في النضال للحفاظ على الصحة البشرية والحفاظ على البيئة في العالم، وايقاف سباق التسلح، والنضال ضد الفقر، والعمل من اجل التنمية ومعالجة بؤر التوتر في العالم بعيدا عن الحرب، واعتماد الحوار الديمقراطي المدني لتحقيق حلول عادلة في خدمة التعايش المشترك وحقوق الشعوب.
وأولى المجتمعون أهمية لمناقشة المهام المطروحة أمام الحزب على الصعيد الوطني الكوردستاني، وهي تتجسد في الدفاع عن المسألة الوطنية الكوردستانية في كوردستان العراق وكافة الاجزاء الأخرى، والعمل على صيانة الحريات العامة لجماهير كوردستان، والنضال الطبقي لصالح العمال والفلاحين وسائر شغيلة اليد والفكر. ومن منطلق كون هذه المجالات الثلاثة للنضال ترتبط ديالكتيكياً بعضها بالبعض الاخر، يواصل الحزب نضاله كحزب للمعارضة اليسارية الديمقراطية اعتماداً على النضال المدني والسلمي بعيداً عن العنف، ويدعم كافة اساليب النضال المدني للجماهير والشرائح الاجتماعية من اجل الدفاع عن مصالحها اليومية وخصوصا في مجال تامين الرواتب وفرص العمل لأوساط واسعه من الجماهير.
وشدد المجتمعون على ان الحزب يشن هذا النضال بعيدا عن التبعية ومن منطلق الحفاظ على استقلاليته الفكرية والسياسية والتنظيمية، وفي إطار الوثائق المقرة في مؤتمر الحزب وبرنامجه وشعاراته، اساساً للتنسيق مع الاطراف السياسية من اجل العمل المشترك لتحقيق التغييرات الاجتماعية والاصلاح الحقيقي. واشار اجتماع اللجنة المركزية الى ان الحزب ومن خلال نضاله من اجل تغييرات جذرية وشاملة، يرى بان الطريق الصحيح للإصلاح يكمن في اجراء تغيير في السياسة الاقتصادية المتبعة في كوردستان. فقد أثبتت تجارب السنين الماضية بأن اتباع طريق الخصخصة المطلقة، واحتكار السوق من قبل الشركات ذات الأقنعة المستترة، وتوسيع القطاع الخاص في مجال الصحة والخدمات، والسعي لخصخصة قطاع الكهرباء وتسليم حركة المنافذ الحدودية الى شركات القطاع الخاص، تساهم في تعميق الازمة الاقتصادية في كوردستان. ان هذه السياسة لا تؤمن الاستقلال الاقتصادي لكوردستان فحسب بل وتزيد من التبعية واستمرار الاقتصاد الريعي، وبالتالي تنعكس جميع النتائج السيئة على حساب دخل المواطنين وحياتهم وقوتهم اليومي. ومن هذا المنطلق واعتمادا على توجهاته من اجل الإصلاح الحقيقي، يطالب حزبنا بإيقاف خطوات الافراط في الخصخصة المطلقة ومراجعة العقود النفطية، وتعديل قانون الاستثمار بحيث ينهي إهدار الثروات في كوردستان، واقرار قانون عادل للعمل وقانون للتأمين الصحي.
وشدد الاجتماع على الاستقرار السياسي في كوردستان وتوفير الحريات وقطع طريق التجاوزات على حرية التعبير والامتناع عن اعتقال النشطاء في هذا المجال، وايجاد ارضية للحوار والتفاهم الداخلي، وتفعيل المؤسسات وانهاء التدخلات الحزبية.
وفيما يتعلق بتطورات الوضع الداخلي في العراق نظر الاجتماع بقلق الى ظاهرة اغتيال نشطاء المظاهرات وزيادة تأثيرات الدولة العميقة وتوسع تأثيرات الازمة الاقتصادية على حياة الناس وارتفاع نسبة البطالة والفقر. ويرى الاجتماع بأن مجمل هذا الوضع انعكاس لازمة الدولة وأزمة السياسة الاقتصادية وليس في مقدور حكام العراق الحاليين حلها.
ادان الاجتماع الحملة العسكرية التركية والقصف الايراني وكافة التدخلات في شؤون اقليم كوردستان والعراق، وطالب باتخاذ موقف حازم مبني على أساس الحفاظ على سيادة اراضي اقليم كوردستان وكامل العراق.
وأعرب الاجتماع عن الثقة بأن النضال المتفاني للحزب والجماهير بعيداً عن العفوية وانعدام برنامج العمل والتنظيم، وبالاعتماد عوضا عن ذلك على شعار الحزب العتيد الذي صاغه الرفيق فهد (قووا تنظيم حزبكم، قووا تنظيم الحركة الوطنية) يسهل على شعبنا تجاوز محطات المحن وبالتالي الاستمرار في النضال من أجل: وطن حر وشعب سعيد.