امتحانات الشهادة الثانوية التي بدأت لأول مرة في ظل وباء عالمي ترك بصماته المرعبة على نفوس الناس، وبصورة خاصة على أبنائنا الطلبة الذين عاشوا أشهراً من الترقب والانتظار حول كيفية تحديد مسار حياتهم بعد عتبة “التوجيهي” في ظل وباء “كورونا” مقروناً بالقلق والتوتر الذي ارتبط باسم التوجيهي منذ سنوات كونه عتبة ومحطة رئيسية في تحديد مسارات الحياة لمئات الطلبة. واقترنت أجواء الكورونا بإجراءات قاسية تركت أثرها على أداء الطلبة قبل دخول وأثناء وجودهم في القاعات.
فطابور الفحص الطبي الذي أقرته وزارتي الصحة والتربية حرصاً على سلامة الجميع، إضافة الى اتساع الظواهر الأمنية من شرطة ودرك وأمن وقائي بأعداد كبيرة أمام كل قاعة، لم تشهدها قاعات التوجيهي منذ سنوات وخاصة بعد فترة استقرار مشهود له وغياب المظاهر الأمنية ويستمر القلق والاضطراب والتوتر بعد دخول الطلاب الى قاعة الامتحان، حيث يقوم مرتب القاعة بعدة إجراءات إدارية في الجلسة الواحدة تقطع أفكار الطالب أثناء الإجابة مثل التوقيع على استلام ورقة الأسئلة ثم التوقيع على نموذج حضور الطالب ثم التوقيع على تسليم ورقة الإجابة.
وتركت الإجراءات أثرها السلبي على مسار عملية الامتحان واشتكى الطلبة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. ولكن هذه الإجراءات استمرت واقترنت بأن عامل الوقت المخصص للإجابة قد تأثر سلباً من هذه الإجراءات. في الوقت الذي اشتكت غالبية القاعات بعدم تناسب الوقت المخصص للإجابة مع طول الأسئلة.
ومع مسار أكثر من امتحان ومرور امتحان مباحث هامة من الرياضات والانجليزي واللغة العربية فقد استوقفت الخبراء التربويين مجريات هذه الأسئلة ووصفوها بأنها حقيقية “أسئلة الكورونا” اما أن تصيب وتقتل أو أن تشفى.
فقد جاءت جميع أسئلة الرياضيات واللغة الإنجليزية من نوع الاختيار من متعدد (أسئلة الفقرات)، حيث أن نتيجة هذه الأسئلة اما الحصول على العلامة الكاملة مثلاً 7/7 أو 0/7. ويشهد بعض مراقبي القاعات بأن بعض الطلاب قد مارس الإجابة على الأسئلة بلعبة الحظ (حدرا، بداراً) ويبدو أن وزارة التربية والتعليم قد اجتازت هذا النمط من الأسئلة محكومة بعامل الوقت المطلوب لعملية التصحيح واستخراج النتائج قبل منتصف آب.
ولكن الصفعة الكبيرة التي تعرض لها طلبة الثانوية العامة في اليوم الأول في امتحان الثانوية العامة هو الخطأ أو الخطاء الجسيمة التي شملتها أسئلة الرياضيات للفرع الأدبي حيث تباينت ترتيب الفقرات من ورقة لأخرى.
وأكثر منذ ذلك أصرت وزارة التربية والتعليم على منهج الكذب والخداع للطلبة ولأسرهم، حيث أعلنت أن الأوراق التي تعرضت للخطأ هي 19 ورقة وفي بيان أخر 21 ورقة ومن مصادر تربوية مقربة فان الأوراق تلك تعد بالمئات.
على أية حال مطلوب من لجان الاختصاص في غرف العمليات الخاصة في وزارة التربية والتعليم أن تصغي بشكل جيد الى الملاحظات العديدة التي يطرحها أبناؤنا الطلبة وحرصاً من الوزارة في إقرار العدالة بين جميع الطلبة.